Alexandria-born Egyptian contemporary artist ALI SAID (1979) has a BFA (2002) and an MFA (2012) from the Faculty of Fine Arts in Alexandria. Currently, he is the director of the Museum of Fine Arts in Alexandria. Highly inspired by ancient Egyptian art, Ali Said constantly celebrates our proud past and brings the stunning Fayoum portraits and others back to life to tell the story of contemporary Egypt and other civilizations.
عُشبَة الخُلــــــــودْ
(رحلة البَحث عن الأبديّة)
جَاءوا من بَعيد، من أزمانٍ غابرة وبقاعٍ مُتناثِرة، كان لهُم باعٌ في أوطانِهم، بَحثوا عن الخُلود في أزمانٍ
أتاحَت لهُم ذلك، فَحَمَل كلٌ مِنهم عُشبته التي مَنَحَتهُ البَقاء وأعانَتهُ على عُبور الزمن. بِرغم استحالة
الفَرضية في قانُون البَشر إلّا أن الإيمانَ الذي دُوِّنَت به أساطيرُ الأوّلين جَعلهُ يصبوا إلى أن يكونَ عَين
الحقيقة.عاشُوا معنا في فضاءاتٍ رُبما وَجدوا أنفسهم فيها مرةً أخرى برغمِ حتمية تبايُنها مع فضاءاتهم
الأولى.
جِلجامش وَجَد عُشبته المفقودة التي مَنَحهُ إيّاها "أوتنابِشتِم" بعدما سَلبتها مِنهُ الحيّة وغاصت في أعماق
النّهر آنذاك.. بينما احتَفظَ جَسد أوزوريس بِبَقايا شجرة الطَرفاء لتدُب الحياة في أرضِ طِيبة من جديد..
لتُسَطِّر لنا إيزيس بمَهابَتِها المُعتادة بطولاتٍ في زمنٍ غيرَ زمانِها مُتسلِّحةً بِنَبتَتها السحريّة التي تَشُق
عنان السماء.. وتُخبرنا بلقيس بَعد كل هذه السنين وبعد أن تَوشّحت بِرداء الخُلود أن شُجيرتها المُقدّسة
قَداسَة شمس آمون كانت أغلى هَداياها إلى سُليمان، برغم كل ما حَملتهٌ مراكب الشمس من كنوز..
لتأخُذ سَيِّدة المَعبد قَرارَها بِتَرك مِحرابها عالقٌ في السماء وتجلس على عرشٍ صنعناه لها ليُواكِب
فضاءها الجديد.. كما احْتَضَنت مَلِكة السماء شُجيرتها المُقدّسة لتواجه جُموح الخيول الهاربَة من
انهيار سد مأرِب.. وتقف حَارِسة الوادي شامخَةً تَحرُسُ وادي المُلوك بِنَظرتِها الهادئة مرتديةً قلادة
السماء الزرقاء.. لتُزيح كاشِفة الأسرار السِتار عن عَالَمِها الغريب الذي لم يَكُن يَعرِف أحد خباياه، وها
هي قد أفصحت عنه الآن.
وَهَبَ إلينا هؤلاء الأوَّلين أسرارهم بنَفْسٍ راضِيَة بعد أن خَبّأها الزَمن آلافَ السِنين، مِثْلما وَهَبَهُم القَدَر
صِفَةَ البقاء كمنحة إلهية تَوَّجَت رحلاتهم الشاقة للبحث عن الأبديّة في سحر &;عُشبة الخُلود.
علي سعيد